في 21 فبراير، يتم الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم في جميع أنحاء العالم. لم يتم اختيار التاريخ عن طريق الصدفة: في مثل هذا اليوم من عام 1952 في دكا، عاصمة بنغلاديش، قُتل الطلاب الذين تظاهروا دفاعًا عن لغتهم الأم، البنغالية، برصاص الشرطة. وطالبوا بالاعتراف بها كإحدى لغات الدولة في البلاد. وفي وقت لاحق، في 17 نوفمبر 1999، أعلن المؤتمر العام لليونسكو هذا العيد ويتم الاحتفال به سنويًا منذ عام 2000. حدثتنا لاريسا فيبورنوفا، عالمة لغوية ومدرس في قسم اللغة الروسية وآدابها ومديرة مركز خدمات التحرير والتدقيق اللغوي، عن أهمية الحفاظ على اللغة الأم، ومميزاتها في فهم الثقافات والاختلاف بين اللغة الروسية واللغة الأم.
– لاريسا فيكتوروفنا، كم عدد اللغات الموجودة في العالم اليوم؟ وهل كل واحدة منهم تنتمي إلى دولة معينة؟
- يقول العلماء إنه من الصعب تحديد العدد الدقيق للغات في العالم، وتتراوح البيانات المقدمة من الباحثين المختلفين من 3 آلاف إلى 10-12 ألف. يُعتقد أنه في نهاية القرن العشرين كان هناك ما يقرب من 7 آلاف لغة حية على هذا الكوكب.
لا يوجد شيء اسمه اللغة الأم للدولة. هناك مفاهيم «لغة الدولة» و «لغة التواصل بين الأعراق». يعد مفهوم «لغة التواصل بين الأعراق» مهمًا جدًا للدول متعددة الجنسيات مثل روسيا. في روسيا، لغة الدولة ولغة التواصل بين الأعراق - هي اللغة الروسية، ويتحدث بها ويستخدمها ممثلو مختلف الأمم كوسيلة للتواصل.
في بلدان مختلفة، يتم حل مسألة التعددية اللغوية بشكل مختلف. على سبيل المثال، في فنلندا هناك لغتان رسميتان - الفنلندية والسويدية، وفي الهند يتم التحدث بحوالي 800 لغة، ولكن اللغتين الرسميتين هما الهندية والإنجليزية، وهي بمثابة لغة التواصل الوطني في البلاد .
– نحن نعلم أنه منذ عدة سنوات قدمت المدرسة مادة مثل اللغة الروسية الأم. ما هو الفرق الأساسي فقط عن اللغة الروسية؟
- تم إدخال مكون إقليمي في المعايير التعليمية الحكومية الفيدرالية للمدارس - دراسة اللغات الأصلية / الام في الجمهوريات الوطنية، لذلك، في المناطق التي تكون فيها اللغة الروسية هي اللغة الوحيدة بين السكان الأصليين، تم تقديم موضوع «اللغة الروسية الأم ».
«اللغة الروسية» و«اللغة الروسية الأم » - موضوعان مختلفان. في الحالة الأولى، تتم دراسة اللغة كنظام، ويصبح تلاميذ المدارس على دراية بفروع اللغويات مثل الصوتيات والصرفيات وتكوين الكلمات، وعلم المعاجم، والصرف وبناء الجملة، ويتم إيلاء الكثير من الاهتمام لتطوير الكلام، وإتقان الإملاء وعلامات الترقيم. ودورة اللغة الروسية الأم - هي بالأحرى دورة مبسطة في الأسلوبية وتاريخ اللغة والكلمات الفردية، وهي قصة عن الأشخاص الذين ساهموا في تطوير اللغة. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المقرر دراسة معايير الكلام (الصوتية والمعجمية والنحوية) والبلاغة.
إن تقديم هذه الدورة أمر مهم بالتأكيد، لأنه يساعد مدرسي اللغة على القيام بما ليس لديهم الوقت للقيام به في الدورة الرئيسية: الحديث عن جمال وإمكانيات اللغة، وإيقاظ أفكار الطفل وعواطفه حول الثروة التي يمتلكها، وتعليمه التعبير بشكل صحيح عن أفكاره ومشاعره.
– لماذا هذه العيد مهم لبلدنا؟
– أعتقد أن هذا مهم لكل بلد، ولكل شخص. وتتأكد أهمية هذه القضية من خلال حقيقة أن اليوم الدولي للغة الأم لا يزال عيد حديث، لم تقدمه اليونسكو إلا في عام 2000. لا يمكن المبالغة في تقدير أهميته، لأن مستوى تطور اللغة، وثقلها في حياة البلد، والأشخاص الذين يتحدثون بها، يحددون نطاق اللغة ونطاق الوظائف التي تؤديها.
- كما نعلم فإن اللغة الروسية غنية. ما هي المقاربات الأخرى التي تتبادر إلى ذهنك عندما تذكر؟
- اللغة الروسية مختلفة، فهي جريئة، منفتحة، حساسة، ديناميكية، لها طابع...
أعتقد أنه من المستحيل أن نقول عنها بشكل أفضل وأكثر دقة مما قاله الكتاب الروس اللامعون. كلمات إيفان سيرجيفيتش تورجينيف معروفة للجميع: «... يا لغة روسية عظيمة وقوية وصادقة وحرة ...» كلمات نيكولاي فاسيليفيتش غوغول «أمامكم مجتمع - اللغة الروسية!» أو «... لا توجد كلمة من شأنها أن تكون كاسحة وحيوية وتنفجر من القلب وتغلي وترتجف بشكل حيوي مثل كلمة روسية منطوقة بشكل مناسب».
- ما أهمية الحفاظ على اللغة الأم برأيك؟
- اللغة - ليست مجرد وسيلة اتصال أو تسجيل ونقل المعلومات. ترتبط اللغة ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ، وبثقافة الشعب، فاللغة هي انعكاس لعقلية الشعب، وهويته، وفي الوقت نفسه، يحدد التفكير اللغوي للشعب سلوكهم، ومواقفهم الثقافية والأيديولوجية الأساسية من خلال لغتنا الأم نفهم العالم ونتعلم ونعلم من خلاله التواصل بين الأجيال وهو الذي يضمن وحدة الشعب.
المؤلف: اناستاسيا كونغورتسيفا